توظيف التفكير النقدي في إدارة المواقف وحل المشكلات: نماذج من صحيحي البخاري ومسلم

إن التفكير، بما يتضمنه من نشاطات ذهنية و عمليات عقلية، من أهم ما يتميز به الإنسان، وقد شبهه بعض الكتّاب بعملية التنفس؛ إذ لا غنى لأحد عنه. فبالتفكير يكتشف الإنسان وجود الخالق عز وجل، ويفهم سننَ الكون، و يقف على نواميس الطبيعة. ولهذا كان التفكير "مفتاح الأنوار، ومبدأ الاستبصار" على حد تعبير...

Full description

Bibliographic Details
Main Author: Bakour Mohamad, Bachar
Format: Proceeding Paper
Language:English
Published: 2020
Subjects:
Online Access:http://irep.iium.edu.my/82608/
http://irep.iium.edu.my/82608/1/ilovepdf_merged.pdf
Description
Summary:إن التفكير، بما يتضمنه من نشاطات ذهنية و عمليات عقلية، من أهم ما يتميز به الإنسان، وقد شبهه بعض الكتّاب بعملية التنفس؛ إذ لا غنى لأحد عنه. فبالتفكير يكتشف الإنسان وجود الخالق عز وجل، ويفهم سننَ الكون، و يقف على نواميس الطبيعة. ولهذا كان التفكير "مفتاح الأنوار، ومبدأ الاستبصار" على حد تعبير الإمام الغزالي. و من أولى ما ينبغي أن يتوجه له التفكر هو المعالجة السليمة والفعالة للمواقف، والمشكلات، التي تواجهنا في حياتنا اليومية. فجودة تفكيرنا تحدد جودة حياتنا. تهدف هذه الدراسة إلى الوقوف على التفكير النقدي أداةً وأسلوباً في معالجة المواقف والمشكلات من خلال الهدي النبوي متخذة من صحيحي البخاري ومسلم عينة للدراسة. وتبنت الدراسة المنهجين الاستقرائي والتحليلي، المناسبين لطبيعة البحث. خلصت الدراسة إلى استخراج ثماني مهارات فكرية نقدية من الأحاديث المختارة، ثم شكلت منها نموذجا عملياً يسهم إسهاماً فاعلاً في تدبر المواقف وحل المشكلات. وتؤكد الدراسة-بناء على العينة المدروسة- على ضرورة إشراك العاطفة في الخطاب الفكري والعقلي؛ فالإنسان تتجاذبه قوتان هما: الفكر والعاطفة. ويجب على المفكر النقدي-في محاولته إصلاح الواقع وتشخيص الأزمات وإيجاد الحلول- أن يوازن بين أهمية ممارسة التفكير النقدي وبين مراعاة العقل الجمعي للأمة. فلكل مجتمع مبادئه وتصوراته وتقاليده المتراكمة عبر السنين، والراسخة في ضمير الفرد ووجدانه، والتي من غير الممكن إلغاؤها بين عشية وضحاها، فلا بد فيها من التروّي، وحسن التأتي في المعالجة إلى أن يصبح المجتمع قابلاً للتغيير نحو الأفضل.